Ahad, 9 Oktober 2011

أسباب الرزق

خطبة الجمعة: 30/ 4/ 2010

عنوان الخطبة: أسباب الرزق: متبعة الحج والعمرة- الزواج على سنة رسول الله- الشكر والحمد والثناء- الصدقة والنفقة- التبكير في طلب الرزق- التقوى.

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونعوذ به ونستهديه ونسترشده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وشفيعنا وعظيمنا محمداً رسول الله بها ، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تشرح بها صدورنا وتيسر بها أمورنا وتقضي بها حاجاتنا وتغفر بها ذنوبنا وخطايانا يا أرحم الراحمين.

نحن اليوم في أسباب الرزق وقد مر معنا أن هنالك أسباب جعلها الله هدية مباركة لعبادة المؤمنين الموحدين ومر معنا أربعة أسباب منها: الاستغفار ولا يغفل على أحد منا أن كثرة الأستغفار باب عظيم من سعة الرزق- صلة الرحم لقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزاد له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»- التوكل على الله حق توكله- تفريغ القلب من الشواغل عن الله تعالى.

اليوم نتكلم عن أسباب أخرى من أسباب سعة الرزق:

السبب الخامس هو المتابعة بين الحج والعمرة أن تكثر الترداد إلى بيت الله الحرام حاجاً ومعتمراً لقوله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما تنفي النار خبث الحديد».
 ولعل السر بأن العمرة والحج مع أنهما فيهما مصروف لعلهما سبب في زيادة الرزق أن النفقة في سبيل الله نفقة معوضة الله تعالى تكفل في تعويضها إذا رجع الإنسان من حجه خالياً ومن عمرته خالياً من الذنوب يكرمه الله بسعة الرزق وأحب أن أذكر إخواني فيمن لا يفكرون بالحج والعمرة ظناً منهم أن يفعلهم الإنسان على التراخي، اذكرهم في الحديث القدس هذا الحديث عند الإمام الحاكم في مسنده وابن حبان في صحيح قال ربنا سبحانه: «إن عبداً أصححت له جسمه وأوسعت عليه في رزقه لا يفد إلي في كل خمسة أعوام مرة لمحروم» فلمتابعة بين الحج والعمرة سبب من أسباب سعة الرزق.

الأمر السادس الزواج على سنة الله ورسوله وهل هناك زواج على غير سنة الله ورسوله المقصود أن الزواج على الطريقة المحمدية التي خاطبك بها رسول الله فقال أظفر بذات الدين تربت يداك وخاطبك أيها الولي قال إذا آتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه هذا الزواج على الطريقة المحمدية الذي يبني في مجتمعنا أسرة كريمة هذا سبب في سعة الرزق لقول الله{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } الأيم الذي لا زوجة له أو لا زوج لها.

لذلك قال ابن مسعود: التمسوا الغنى بالنكاح، قال سيدنا عمر عجبت لمن لا يطلب الغني في النكاح.
 روى الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله قال: «ثلاثة حق على الله عونهم شيء أوجبه الله على نفسه المجاهد في سبيل الله والمكاتب يردي الأداء والناكح يريد العفاف». إذا تزوجت على الطريقة المحمدية لتعف نفسك فاعلم أنك على باب عظيم من أبواب طاعة الله وطلب الرزق.

الباب السابع: الشكر والحمد والثناء لله على النعم القليلة أن تشكر الله على النعم المتوفرة بين يديك يزيد الله مما بين يديك لقوله سبحانه:
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}أي نعمة تشكر الله عليه يزيد الله عليه نحن مطالبون بشكر الله سبحانه على كل نعمائه وبهذا الشكر نحفظ النعم الموجودة وإن أردت أن تحافظ على النعم الموجودة بين يديك اشكر اله عليها وإن أردت استجلاب النعم المفقودة فاشكر الله على نعمه عليك.
قبل ثمانية أشهر تكلمت عن الشكر في ثلاث خطب طويلة ولكن اليوم أقول أن الرزق ليس هو المال فحسب وبالتالي عندما تقول له أشكر الله يقول على ماذا يقول أنا معاشي لا يكفي لآخر الشهر وعلي دين عدة أشهر هذه النقطة غير مطالب بالشكر عليها ليس المال فحسب هو الرزق أن تعافى في بدنك هذا رزق لو أن جهازاً في أجسامنا تعطل لكانت حياتنا جحيم لا يطاق اضرب لكم مثال لو تعطل كليتاك أن محتاج في كل أسبوع أن تغسل الدم وتنقيه ثلاث مرات في كل مرة أربع ساعات تدفع ثلاثة آلاف أنت تحتاج شهرياً إلى أربعين ألف ليرة أنت محتاج سنوياً إلى نصف مليون ليرة سورية في السنة لو أنه حصل خلل في شريان القلب ضاق الصدر قسطرة لمعرفة أي شريان قد أغلق 20 ألف ليرة سورية وإذا كان هناك تضيق 120 ليرة وإذا كان يوجد إغلاق شرايين أنت بحاجة إلى 140ألف ليرة.
أليس هذا رزق ونحن بحاجة إلى شكر الله عليه ليس المال فحسب هو الرزق راحة البال الأمن والاطمئنان نعمة الزوجة الصالحة الأولاد البررة الصالحون رزق عظيم يجب علينا أن نعلم أن شكره الله يستجلب به نعم مفقودة

السبب الثامن الصدقة والنفقة كيف أتصدق وأعطي من مالي ويزيد قال رسول الله ثلاث أقسم عليهم ما نقص مال من صدقة ما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، لقول الله {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} الله يخلفه من الرزاق هو الذي تعهد أن يخلف عليه وقال في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عبدي أنفق أُنفق عليك وشتان بين النفقتين بين نفقتك وبين نفقة الله عليك أنت تنفق على قدر وسعك والله ينفق بكرمه وجوده عليك.
جاء سائل إلى رسول الله قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيني من مال الله قال والله ليس عندي ما أعطيك ولكن ابتع علينا وأنا أدفع الثمن فإن جاءنا شيء قضيناه فقال عمر يا رسول الله والله ما كلفك فوق ما تطيق فكره النبي مقالة عمر ظهر هذا في وجهه فقال رجل أنفق يا رسول الله ولا تخشى من ذي العرش إقلالا فتبسم رسول الله وظهر هذا في وجهه وقال بهذا أمرت أن أنفق فينفق الله علي
- أحد الإخوة الحاضرين ممن يجعل خطبة الجمعة منهاج حياته فقال حينما تحدثت قبل أسبوعين أن صلة الرحم باب من أبواب سعة الرزق قال أضمرت في نفسي وعندي أخت فقيرة وهو ميسور الحال بعض الشيء عنده ما يكفيه أحب أن يكرم أخته فبعد صلاة الجمعة نوى بنفسه أن يبدأ بأعطية لأخته خمسة آلاف ليرة سورية من الشهر الخامس وصحيح المبلغ كبيرة بالنسبة لي قال لي بعد أن قررت أصبحت أفكر من أين أحصل على هذا المال عندي في المستودع بضاعة كاسدة منذ سنتين لم تباع عرضها بثمنها لم تباع عرضتها بأقل من ثمنها لم تباع قال والله أتاني راغب بها ودفع لي ربحاً مقداره ستين ألف ليرة صار يبكي وقال أمن لي نفقة سنة لأختي قلت له لا هذه أول دفعة لأن الله قال  أنفق أُنفق عليك أراد أن يحقق صلة الرحم أن نكون حاضرين خاشعين النفقة باب من أبواب سعة الرزق.

الأمر التاسع: التبكير في طلب الرزق مشكلة عظيمة ابتلينا بها لا تكاد أن تجد حركة ولا بيع ولا شراء قبل الساعة 11 الناس نائمون والمحلات مغلقة وبينما في بلاد الكفر في الساعة السادسة تزدحم الشوارع الناس كلهم منطلقون في طلب الرزق في السادسة هؤلاء كفار يباكرون في طلب الرزق هذا شيء يجزن القلب في القلب الذي ينبغي أن يكون في متجره تجده نائم وفي الوقت الذي يجب أن يكون مع أهله يحاورهم ويجلس معهم أو في طلب العلم تجده في الأسواق. هذا الأمر يزداد سوءاً أقول لكم في عام 83 أستلمت مسجد أصلي فيه إماماً فيه في قرب المحال البدائية في قرب داري كنا نصلي الصبح وننتظر إلى طلوع الشمس نخرج من المسجد نجد بعض المحال مفتوحة صاحبها ليس لديه زبائن ولكنه وضع القرآن بين يديه ووضع فنجان الشاي أو القهوة وينتظر رزق الله هذا لأمر كان قديماً وما زال الوضع يتأخر شيئاً فشيئاً حتى أصبح في هذه الأيام نصلي الظهر ونخرج من المسجد فلا نجد إلا بعض المحلات مفتوحة خلاف فطرة الله سبحانه.
النبي صلى الله عليه وسلم: قال عن التبكير في وارد الرزق وأنه باب عظيم من سعة الرزق قال: «اللهم بارك لأمتي في بكورها» لعل البعض يقول ما جدوى أن أفتح محلي في الصباح الباكر ولا يوجد حركة إذا لم ترد أن تفتح محلك باكراً قم أنت باكراً قم بالصباح لا تنم بعد الفجر حتى تطلع الشمس إذا أردت ساعة رزق تقول السيدة فاطمة رضي الله عنها: «مر بي رسول الله بعد الفجر فرآني مطجعة قال فحركني برجله وقال لها: يا بنيه قومي فاشهدي رزق ربك (انظري إلى تنزل سعة رزق الله سبحانه وكرمه) ولا تكوني من الغافلين فإن الله يقسم أرزاق الناس ما ببن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس» هذه الساعة التي معظمنا ينام فيها قال سيدنا علي: «نهى رسول الله عن النوم قبل طلوع الشمس» إذا قمت إلى صلاة الفجر لا تنم حتى طلوع الشمس رضي الله عنك يا سيدنا يا رسول الله لو قدمت إلينا اليوم ورأيتنا كيف ننام قبل طلوع الفجر وبعد طلوع الشمس ولا تكاد نستيقظ إلا في العاشرة أو الثامنة من الصباح إلى وظائفنا، المؤمن الموفق الذي يريد أن يحول سير حياته نحو السعادة لا تنم بعد الفجر التمس رزق الله وتنزله في هذه الساعة وقال رسول الله: «باكروا في طلب الرزق فإن الغدو بركة ونجاح».
جاءني شاب وقال أنا عندي شركة العمل فيها على قسمين على فترتين من الثامنة حتى الثانية ومن الساعة الثالثة حتى العاشرة قلت له: أنت من مزقت نهار الموظفين اجعله دفعة واحدة والله لن ينقص رزقك فجعل عمله من التاسعة صباحاً حتى الرابعة ظهراً وقال لي فعلتها ذلك حتى يتمكن الموظفين من حضور مجالس العلم في المساء ومن الجلوس مع أولادهم قال لي بعد فترة هل اختلف الموضوع قال والله زاد رزقي أضعاف مضاعفة. لأن هذا الموظف الذي يأتي الساعة الثامنة لم يعد ينام بعد الفجر ظل يذكر الله وينتظر طلوع الشمس إلى وقت عمله، التبكير في طلب الرزق باب عظيم من أبواب تعدد الرزق.

الباب العاشر: تقوى الله:
الحقيقة هو أساس كل السباب الماضية عندما تراقب الله في أعمالك في أقوالك في ثغراتك في حركاتك وسكونك حينما تراقب الله وتحسب حساب الله حينما تلزم نفسك بأوامره وتبتعد عن مناهيه أنت اتقيته عندما تلزم نفسه بأوامره أنت اتقيته قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}هذه الأسباب العشرة من أسباب سعة الرزق.

سنة الجمعة اليوم هي الحجامة:
إن أمثل ما تداويتم به الحجامة.
في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كان في شيء من أدويتم شفاء ففي شرطة محجم أو شربة عسل».

وفي حديث أخرجه الإمام الحاكم وأخرجه الترمذي والإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مرت ليلة أسري به وعدت إلى السماء بملأ من الملائكة إلا قالوا لي عليك يا محمد بالحجامة».


Tiada ulasan:

Catat Ulasan